الخرطوم أ ش أ
أعلن الفريق الركن عمر زين العابدين رئيس اللجنة السياسية في المجلس العسكري الانتقالي بالسودان، أنه من المقرر إجراء حوار اليوم مع كافة الكيانات السياسية في البلاد لمناقشة آخر التطورات التي تشهدها حاليا ، مؤكدا أن المرحلة الانتقالية ستستمر لمدة عامين بحد أقصى في البلاد.
وأكد زين العابدين أن المهمة الأساسية للمجلس هي الحفاظ على أمن واستقرار البلاد ، مشددا على أنه لن يتم السماح بأي عبث في أي بقعة من أراضي السودان، وأضاف زين العابدين في كلمة له خلال مؤتمر صحفي للمجلس العسكري الانتقالي اليوم إنه عندما بدأت الاحتجاجات في السودان تم تكوين لجنة أمنية عليا برئاسة وزير الدفاع، وكانت مهمتها إدارة التواصل مع السلطة للوصول إلى أفق وحلول ترضي طموحات المعتصمين والمحتجين.
وأوضح أن تواصل السلطة مع اللجنة كان يركز على رؤية أمنية بحتة، دون الاعتبار إلى الجوانب السياسية والاقتصادية؛ ما دفع اللجنة وقتها إلى اللجوء للحوار مع الكيانات السياسية على أساس تقليل الانفلات والأزمات المتوقع حدوثها في البلاد ولكن الأمر لم يلق استجابة ، مؤكدا أن اللجنة الأمنية العليا قررت وقتها أن يحدث تغيير في السودان، واصفا هذا القرار بأنه صادر من مؤسسات قائمة على الضبط والنظام، وبالتالي تم تكليف كل قيادات القوات السودانية بأن يحصلوا على تفويض من المواطنين السودانيين بعمل تغيير في البلاد، لافتا إلى أن كل القوات في المنظومة الأمنية وافقت على قرار التغيير.
وشدد الفريق أول عمر زين العابدين علي أن القوات المسلحة لن تملى أي حلول سياسية على المواطنين ، لأن مهمتها الاساسية هي تأمين الظروف لإجراء حوار حضاري وسلمي في البلاد ، مضيفا أن القوات المسلحة السودانية أعطت الأحزاب السياسية والمعتصمين الحق في تقديم كافة الحلول السياسية والاقتصادية والاجتماعية وسيتم العمل بها بموافقة الجميع حتى نرى السودان في أفضل حال ، مؤكدا أن المرحلة الانتقالية ستستمر لمدة عامين بحد أقصى في البلاد.
وأشار رئيس اللجنة السياسية في المجلس العسكري الانتقالي في السودان إلى أن اللجنة الأمنية العليا قررت أن يحدث تغيير في السودان عندما لم تحصل على تجاوب من النظام مع مطالب المعتصمين ، مضيفا أن الأولوية المقدمة على كل الأولويات هي الأمن والاستقرار، ولافتا إلى أن المجلس العسكري كون لجانًا أولها اللجنة الخاصة بالأمن والدفاع، إضافة إلى لجنة الخدمات والاقتصاد المعنية بتوفير مطالب المواطنين المعيشية وحل المشكلات الطافية على السطح في الوقت الراهن، فضلا عن اللجنة السياسية الخاصة بإدارة الحوار مع كافة الكيانات السياسية الداخلية والخارجية.
وقال زين العابدين إن الوضع الاقتصادي المتردي في السودان جاء نتيجة تراكمات ماضية استمرت على مدى ثلاثين عاما، لافتا إلى أن المجلس الانتقالي ليس لديه حلول سحرية لحل تلك المشكلات في وقت قصير، وأنه سيسعى مع الحكومة المقبلة لحل تلك المشكلات بشكل جذري.
وفيما يتعلق بالعلاقات الخارجية ، أوضح أن المجلس سيجري لقاءات مع رجال السلك الدبلوماسي المتواجدين في السودان ليؤكد لهم أنه عازم على تنفيذ مطالب السودانيين بتحقيق نظام حكم يؤمن لهم تحقيق غاياتهم وآمالهم التي يتطلعون إليها.
وفيما يخص الحركات المسلحة ، أكد زين العابدين أن المجلس لا يمارس أي حجر على أي سوداني، مشيرا إلى ترحيب المجلس بالجلوس معهم على طاولة حوار واحدة ، فيما أوضح أن الحكومة القادمة ستكون مدنية، مشددا علي أن المجلس "لم يأت بحلول ولا يطمع في السلطة"، وأن مهمته الأساسية هي حفظ أمن واستقرار البلاد، مشيرا إلى أن المجلس العسكري سيحتفظ بوزارتي الدفاع والداخلية ولن يتدخل في عمل الحكومة.
وأعلن رئيس اللجنة السياسية أن الفترة الانتقالية يمكن أن يتم تقصيرها، مشيرا إلى الاستفادة من "الدروس السابقة " ، وتابع : "فترة المجلس العسكري تمتد عامين.. هذا هو الحد الأقصى لكن إذا تمت إدارة الأمر دون فوضى يمكن أن ينتهي أمد المجلس"، مضيفا "سندير حوارا مع كل الكيانات السياسية لتهيئة مناخ الحوار ونرحب كذلك بالحركات المسلحة".
ورفض المجلس العسكري الانتقالي في السودان اتهامه بأنه من صنيعة حزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقا، قائلا "هذا كلام غير صحيح" ، موضحا أن "النظام (السابق) كانت له وجهة نظر أمنية بحتة ولم تكن هناك أفق لحلول أخرى.. لذلك قررت اللجنة الأمنية العليا أن يحدث تغييرا في السودان بعد عدم الاستجابة للمطالب".
وتابع "كلفنا كل القيادات، رؤساء وقادة القوات، بالحصول على تفويض لإحداث التغيير.. والحمد لله كل هذه القوات وافقت على التغيير".
0 التعليقات:
إرسال تعليق